الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
زينب بِنْت مُعاوِيَة، وقيل: ابنة أبي مُعاوِيَة الثقفية، امْرَأَة عَبْد الله بن مَسْعود، قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عُمر: زينب بِنْت عَبْد الله بن مُعاوِيَة بن عتّاب بن الأسعد بن غاضِرة بن حُطَيْط بن جُشَم بن ثقيف، وهي ابنة أبي مُعاوِيَة الثقفي، روى عنها بُسْر بن سعيد، وابن أخيها.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء وأبو ياسر بن أبي حبّة بإسنادهما إلى مسلم قال: حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش، عن شقيق، عن عَمْرو بن الحَارِث، عن زينب امْرَأَة عَبْد الله قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تصدقْن يا معشر النساء ولو من حُليْكن. قالت: فانطلقت فإذا امْرَأَة من الأنصار بباب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حاجتي حاجتها قالت: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد ألقيت عليه المهابة قالت: فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبره أن أمرأتين بالباب يسألانك: أتُجْزِئُ الصدقة عنهما على أزواجهما، وعى أيتام في حجورهما? ولا تخبره ممن نحن. فدخل بلال على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فسأله، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "من هما?" امْرَأَة من الأنصار وزينب. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أيّ الزَّيانب?" قال: امْرَأَة عَبْد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لهما أجران، أجر القرابة، وأجر الصَّدقة". أخرجه الثلاثة. زينب بِنْت نبيط بن جابر الأنْصارِيَّة. مدنية امْرَأَة أنس بن مالك، وقيل إنها أحمسية. روى عَبْد الله بن إدريس، عن مُحَمَّد بن عَمَارَة، عن زينب بِنْت نبيط، امْرَأَة أنس بن مالك قالت: أوصى أبو أمامة بامي وخالتي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتاه حَلْي من ذهب ولؤلؤ يقال له الرِّعاث قالت: فحلاهن من الرعاث، وأدركت بعض الحلي. ورواه مُحَمَّد بن عَمْرو بن علقمة، عن مُحَمَّد بن عَمَارَة، عن زينب بِنْت نبيط، قالت: حدثتني أمي وخالتي أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حلاهن رعاثاً من ذهب، وأمها حبيبة، وخالتها كَبْشَة ابِنْتا فريعة، وأبوهما أسعد بن زُرارة، وهو أبو أمامة. وقد أخرجها أبو موسى فقال: زينب بِنْت جابر الأحمسية. وأخرجها ابن منده كما ترى، فلم يصنع أبو موسى شيئاً إلا انه نسبها إلى جدها، ومثل هذا كثير في كتبهم، ينسب أحدهم الشخص إلى أبيه، وينسبه آخر إلى جده أو من فوق جده، وهما واحد. فلو سلك هذا الكثير الاستدراك عليه. أخرجه الثلاثة. زينب غير منسوبة يحتمل أن تكون إحدى الزيانب المذكورات. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب أحمد بن العَبَّاس وفاطِمَة العقيلية قالا: أخبرنا أبو بكر بن رِيذَة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، حدثنا عَبْد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا شيبان بن فرّوخ، أخبرنا مُحَمَّد بن زياد البرجمي، حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن أمه قالت: كان لي شاة، فجعلت من سَمْنها عُكّة، فبعثت بها مع زينب، فقلت: يا زينب، أبلغي هذه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلّه يأتدم بها. قالت فجاءت زينب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله هذا سمن بعثته إليك أم سليم فقال: "أفرِغوا لها عُكَّتَها". ففرغت العكّة، ودفعت إليها. فجاءت وأم سليم ليست في البيت فعلقت العكة على وتد فجاءت أم سليم فرأت العكة ممتلئة تقطر سمناً، فقالت: يا زينب، أليس أمرتك أن تبلغي هذه العكة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأتدم بها? قالت قد فعلت، فإن لم تصدقيني فتعالي معي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فذهبت أم سليم وزينب معها إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إني قد بعثت إليك معها بعكة فيها سمن. فقال: "قد جاءت بها". فقلت: والذي بعثك بالهدى ودين الحق إنها ممتلئة سمناً تقطر. فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أتعجبين يا أم سليم أن الله عَزَّ وجَلّ أطعمك?". أخرجها أبو موسى. سائبة مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. روت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في اللقطة روى عنها طارق بن عَبْد الرَّحْمَن. ذكرت في تاريخ النساء. أخرجها أبو موسى. سبيعة بِنْت الحَارِث الأسلمية. كانت امْرَأَة سعد بن خَوْلَة فتوفي عنها بمَكَّة في حجة الوداع وهي حامل، فوضعت بعد وفاة زوجها بليال، قيل: شهر، وقيل: خمس وعشرون. وقيل: أقل من ذلك.
أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربَّان النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن عَبْد ربّه بن سعيد، عن أبي سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن: أنه قال: سئل عَبْد الله بن عباس وأبو هريرة عن المرأة الحامل يتوفى عنها زوجها، فقال ابن عباس: آخر الأجلين. وقال أبو هريرة: إذا ولدت فقد حلت. فدخل أبو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَن على أم سلمة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فسألها عن ذلك، فقالت أم سلمة: ولدت سُبَيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر، فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل، فحطَّت إلى الشاب، فقال الشيخ: لم تَحِلّي بعدُ. وكان أهلها غُيَّباً، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها، فجاءت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: "قد حلّلْتِ فانكِحي من شئتِ". وروى عنها عَبْد الله بن عُمر أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فلْيَمُت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة". أخرجها الثلاثة، وقال أبو عُمر زعم العُقَيلي أن سبيعة التي روى عنها ابن عُمر غير سبيعة الأسلمية، قال: ولا يصح ذلك عندي. سبيعة بِنْت حبيب الضُّبَعية. بصرية. روى عنها ثابت البناني أن رجلاً مرَّ بالنَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال رجل: إني أحبه في الله. أخرجها الثلاثة. سبيعة القُرَشِيَّة غير منسوبة. روت عنها عائشة قالت: سمعت سبيعة القُرَشِيَّة قالت: يا رسول الله، إني زنيت، فأقم عليَّ حدَّ الله. قال: "اذهبي حتى تضعي ما في بطنك". فلما وضعت ما في بطنها أتته ولو لم تأته ما سأل عنها فقالت:يا رسول الله قد وضعت ما في بطني. قال: "اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه" فلما فطمته أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت:إني قد فطمته. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ لهذا الصبيِّ?" فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله فرئي في وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الكراهية، فقال: "اذهبوا بها فارجُموها". أخرجها ابن منده وأبو نعيم. سبيعة بِنْت أبي لهب. ذكرها ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: صوابه: دُرَّة بِنْت أبي لهب. روى يزيد بن عَبْد الملك النوفلي، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة. أن سبيعة بِنْت أبي لهب جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إن الناس يصيحون بي يقولون: إني ابنة حطب النار! فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو مُغْضَب شديد الغضب فقال: "ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي، ألا ومَن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عَزَّ وجَلّ". وقد رواه مُحَمَّد بن إسحاق وغيره، عن سعيد، عن أبي هريرة فقال: قدمت دُرَّة بِنْت أبي لهب. وقد تقدم ذكرها. سخبرة بِنْت تميم. ذكرها ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غُنم بن دُودان، قاله ابن هشام عنه، ويونس بن بكير أيضاً، عن ابن إسحاق. استدركه أبو علي، على أبي عُمر. سخيلة بِنْت عُبَيْدة، زوج عَمْرو بن أميَّة الضَّمري. روى الزبرقان بن عَبْد الله، عن أبيه، عن عَمْرو بن أميَّة الضمري أنه اشترى مِرْطاً فكساه أمرأته سخيلة بِنْت عُبَيْدة، فقال له عُثْمان أو عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف ما فعل المِرط الذي ابتعت? قال: تصدقت به على سخيلة بِنْت عُبَيْدة. فقال له عُثْمان: أو عَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف أفكلّ ما صنعت إلى أهلك صدقة? فقال عَمْرو: وسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك. فذكر ما قال عَمْرو لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "صدق عُمر". أخرجه ابن الدباغ مستدركاً على أبي عَمْرو. سدوس بِنْت قطبة بن عَبْد عَمْرو بن مَسْعود، من بني دينار. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. سديسة الأنصارية قيل: هي مولاة حفصة بِنْت عُمر.
روى إسحاق بن يسار، عن الفضل بن الموفق، عن إسرائيل، عن الأوزاعي، عن سالم، عن سديسة مولاة حفصة وقال مَرَّة: عن حفصة قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " إن الشيطانَ لم يلْقَ عُمر منذ أسلم إلا خرَّ لِوَجهه". رواه عَبْد الرَّحْمَن بن الفضل، عن أبيه، ولم يذكر حفصة في الإسناد. أخرجها ابن منده وأبو نعيم. سَرَّي بِنْت نبهان الغنويَة، قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عُمر العنبرية والأول اصح وأكثر. روى عنها ربيعة بن عَبْد الرَّحْمَن الغَنَوي، وساكنة بِنْت الجعد. أخبرنا أبو احمد عَبْد الوهاب بن علي بإسناده إلى أبي داود: حدثنا مُحَمَّد بن بشار، حدثنا أبو عاصم، عن ربيعة بن عَبْد الرَّحْمَن، عن سري بِنْت نبهان الغنوية وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت: خطبنا النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع فقال: "أيّ يوم هذا"? قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "أليسَ أوسطَ أيّام التشريق"?. إلى هنا روى أبو داود، وزاد غيره: ثم قال: "هل ترون أيّ بلد هذا"? قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " أليس هذا المشعر الحرام"? ثم قال: "لعلّي لا ألقاكم بعد يومي هذا، إلا وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، حتّى تلقَوا ربّكم". أخرجها الثلاثة. سَرَّي: بفتح السين، وأمالة الراء المشددة، وآخره ياء ساكنة. قاله الامير أبو نصر. سعاد بِنْت رافع بن أبي عَمْرو بن ثعلبة الأنْصارِيَّة، من بني مالك. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. سعاد بِنْت سلمة بن زهير بن ثعلبة. وهي التي سألت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يبايعها لما في بطنها وكانت حاملاً فقال لها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أنت حرّة الحرائر". سعدة بِنْت قمامة. روي عنها أنها كانت تؤم النساء وتقوم في وسطهن، على حسب ما روي عن أم سلمة. يقال: إنها أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. أخرجها أبو عُمر مختصراً. سعدى بِنْت عَمْرو المُرِّيّة. قاله أبو عُمر. وقال ابن منده وأبو نعيم: سعدى بِنْت عَوْف بن خارجة بن سنان. وهي امْرَأَة طلحة بن عُبَيْد الله، وهي أم يحيى بن طلحة. روى عنها يحيى بن طلحة، وزفر بن عقيل، و مُحَمَّد بن عُمران بن طلحة. أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يَعْلَى الموصلي: حدثنا هارون بن إسحاق، حدثني مُحَمَّد بن عَبْد الوهاب القنّاد، عن مُسعر بن كدام، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن يحيى بن طلحة، عن أمه سعدى المرّية قالت: مرّ عُمر بطلحة بعد وفاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو مكتئب فقال: أساءتك امْرَأَة ابن عمك? قال: لا، ولكني سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إني لأَعلمُ كلمةً لا يقولها عَبْد عند موته إلا كانت نوراً في صحيفته، وإن جسدَهُ وروحَهُ لَيَجدان لها رَوحاً عند الموت" قال عُمر: أنا أعلمها، هي التي أراد عليها عمَّه، ولو علم شيئاً أنجى له منها لامره، يعني لا إله إلا الله. أخرجه الثلاثة. سعدى. غير منسوبة. روى حديثها عَبْد الواحد بن زياد، عن عُثْمان بن حكيم، عن أبي بكر بن عَبْد الله، عن جدته سعدى أو أَسْمَاء : أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على ضُباعة بِنْت الزبير بن عَبْد المُطَّلِب، فقال: "يا عمة حجي". فقالت: إني امْرَأَة ثقيلة، وإني أخاف الحبس. فقال: "حجي واشترطي أن تَحَلِّ حيث حُبِسْتِ". أخرجه ابن منده و أبو نعيم. سعيدة بِنْت رفاعة بن عَمْرو بن عُبَيْد بن أميَّة الأنْصارِيَّة الأشهلية، بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. سعيدة. قال مقاتل بن حيّان: كان بين النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وبين كفار مَكَّة عهد يوم الحديبية أن يرد من أتاه منهم، فجاءت امْرَأَة منهم يقال لها سعيدة كانت تحت أبي صيفي الراهب، وهو مشرك مقيم بمَكَّة، فقالوا: ردها. فقال: "كان الشرط في الرجال دون النساء". فأنزل الله عَزَّ وجَلّ: {فامتحنوهنَّ}.الممتحنة 10 . أخرجها أبو موسى.
سُعيرة الأَسَدِيَّة. قال جعفر: في إسناد حديثها نظر، أوردها ابن منده وغيره بالشين المعجمة. وقال جعفر المستغفري: هو بالسين يعني المهملة أَثبت. قال عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك إنساناً من أهل الجنة? قال: فأراني حبشية صفراء عظيمة، قال: هذه سعيرة الأَسَدِيَّة، أتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، إن بي هذه المَوتةَ تعني الجنون فادع الله أن يشفيني مما بي. فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إن شئت دعوت الله عَزَّ وجَلّ أن يعافيك مما بك، ويكتب لك حسناتك وسيِّئاتِكِ، وإن شئتِ فاصبري ولكِ الجَنَّة"? فاختارت الصبر والجنة. أخرجها أبو موسى وقال: قال مُحَمَّد بن إسحاق بن خزيمة: أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد. سفانة بِنْت حاتم الطّائي. تقدم نسبها عند أخيها عَدي، وكان أبوها حاتم يكنى أبا سفَّانة. أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن مُحَمَّد بن إسحاق قال: أصابت خيل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابنة حاتم، فقدم بها على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سبايا طيء، فجُعِلَت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد، فمرّ بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقامت إليه وكانت امْرَأَة جزلة فقالت: يا رسول الله: هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منَّ الله عليك. قال: "مَن وافِدُكِ"? قالت: عدي بن حاتم. قال: "الفارُّ من الله ورسوله"? ثم مضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتركني، حتى مرّ بي ثلاثاً، فأشار إلى رجل من خلفه أن قومي فكلميه. فقمت فقلت: يا رسول الله هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ منَّ الله عليك. قال: " قد فعلت فلا تعجَلي حتى تجدي ثقةً يبَلِّغُكِ بلادك، ثم آذنيني" فسألت عن الرجل الذي أشار إليّ، فقيل: علي بن أبي طالب. وقدم ركب من بَلِيّ، فأتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: قدم رهط من قومي. قالت: فكساني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحملني، وأعطاني نفقة، فخرجت حتى قدمت الشام على أخي عدي بن حاتم، فقال لها عديّ: ما ترين في أمر هذا الرجل? قالت: أرى أن تلحق به. كذا رواه يونس، ولم يسم سفَّانة، وسماها غيره. ورواه عَبْد العزيز بن أبي روّاد نحوه، وزاد: وكانت أسلمت فحسن إسلامها. أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى. سكينة بِنْت أبي وقاص، أم الحكم. أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الطيب حبيب بن مُحَمَّد بقراءة والدين أخبرنا أبو العَبَّاس أحمد بن مُحَمَّد بن النعمان قال أبو موسى: واخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عَبْد الله قالا: حدثنا مُحَمَّد بن إبراهيم بن علي، حدثنا أبو عروبة الحُسَيْن بن مُحَمَّد، حدثنا أبو موسى، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا هاشم بن هاشم، عن أم الحكم سكينة بِنْت أبي وقاص أنها قالت: إن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ذكر الجهاد فقيل: يا رسول الله، ما جهادنا? قال: "جهادُكُنَّ الحجُّ". أوردها أبو عروبة في الصحابيات. أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.
|